فى زمننا هذا أصبح البلوك هو العشماوى الذى يُنفذ حكم الاعدام على العلاقات الأنسانية بين الناس سواء كانت علاقة صداقة ، قرابة ، علاقة عاطفية ، إلى آخره من العلاقات الأنسانية والإجتماعية والعاطفية التى تربط بين الناس.
ففى عصر الرقمنه الذى نعيشه اليوم ، أصبح مصطلح البلوك شائعاً ومتداولاً فى حياتنا اليومية، خاصة على منصات التواصل الإجتماعي، ويقصد به منع شخص معين من الوصول إلى حساب أو محتوى شخص اخر، ورغم بساطة هذة الخاصية تقنياً ، الا ان لها آثار نفسية واجتماعية معقدة.
ففى كثير من الحالات يكون البلوك وسيلة دفاعية لحماية النفس من الأذى سواء على الجانب النفسي او الاجتماعى او العاطفي من علاقات سامة او مضايقات، وفى هذا السياق يعد البلوك اختياراً مناسباً يساعد على استعادة السيطرة على الحياة الشخصية والحفاظ على السلام الداخلى.
على الجانب الاخر قد يُنظر إلى البلوك كقرار مفاجىء او قاسى خصوصا عندما يتم دون تفسير او سابق إنذار فى العلاقات الأنسانية سواء كانت صداقة او قرابة او حب
فالبعض يعتبر البلوك نوعاً من الهروب من المواجهة وعدم تحمل مسؤلية العلاقة او عدم النضج فى حل الخلافات والانسحاب.
فالبلوك اكثر نهاية مؤلمة وحزينة ممكن تحدث لأى علاقة بين اثنين تضعنا امام تساؤل كبير ، هل هانت المشاعر واصبحت رخيصة إلى هذا الحد تنتهى بالضغط على زر فى لوحة مفاتيح وهل أصبح النسيان هكذا كلمح البصر.
هل تُمحى العلاقات والاوقات والذكريات بين اثنين بينهما ود ومحبة بهذه الطريقة المهينة .
فهل يستطيع من قسى قلبه وتجمدت مشاعره ان يُخرج من كانت تربطه به علاقة حب او صداقة من قلبه، من ذكرياته، من تفكيره، كما أخرجه من حياته بالبلوك بنفس السهولة ، ليترك له حصيلة من الألم والاحساس بالمهانه وعدم الفهم والدهشه من البلوك المفاجىء وحاله من الحيرة والتساؤلات التى تراوده، ماذا فعلت ، هل أخطأت ، هل اذنبت، هل استحق ذلك لحدوث القطيعة والانفصال والفجوة الكبيرة ولكن دون جدوى لان القرار صدر من طرف واحد بإغلاق ملف العلاقة الانسانية إلى الأبد.
البلوك لم يعد مجرد زر فى تطبيق على شبكة الانترنت بل أصبح تعبيراً عن موقف او قرار شخص له أبعاد نفسية واجتماعية وعاطفية ، لذا لابد وان يستخدم بحكمة مع وعى كامل بالنتائج المحتملة سواء كان ذلك لحماية الذات او كوسيلة لانهاء علاقة او اعدام علاقة ان صح القول فى مهدها او فى ذروتها .
لذلك عندما تُقدموا على هذه الخطوة البلوك العظيم لاى علاقة، لابد وان تأخذوا فى اعتباركم حساباً للعشره والمحبة والذكريات وان هناك قلوب ستُوجع ومشاعر ستُجرح .
عندما تقرروا الرحيل والفراق والبعد ، ابتعدوا بطريقة تليق بكم وباحترامكم لبعضكم البعض وبأنسانيتكم بكل معانيها واحوالها.
العلاقات الأنسانية غالية من المفترض انها تقوم على المحبة والمودة والاحترام والتقدير بين الناس وخاصة عندما تكون نابعة من قلوب صافية ومشاعر صادقة.
Anbaa Aldelta انباء الدلتا