مسرحية هزلية- بقلم / لميس الحو

 

باتت الانتخابات البرلمانية أقرب إلى مسرحية سياسية هزلية، تُعرض فى موعدها وتفتقر إلى مضمونها الحقيقى ، لكونها فرصة للناخب كى يختار من يمثله ، فتحولت إلى إجراء شكلى تفتقد للنزاهه والشفافية وتثير الجدل والتسؤلات حول شرعية النتائج ومصداقيتها.

تعد الانتخابات البرلمانية نقطة فاصلة فى حياة الشعوب،  فهى الالية التى تٌمنح من خلالها السلطة للشعب كى يختار ممثليه ويحاسبهم،  غير ان هذه العملية تتعرض إلى قدر كبير من التشويه،  فتتحول من ممارسة ديمقراطية إلى مهزلة سياسية وبرلمانية.

ومن مظاهر المهزلة الانتخابية البرلمانية، ان النتائج قد تكون محسومة من قبل بدء التصويت فعلياً ، مما يُفقد الناخب ثقته فى العملية السياسية، وذلك من خلال دعم مرشحين محددين بعينهم،  مع غياب المنافسة الحقيقية لعدم وجود التعدد الحزبى الفعلى والتركيز على أحزاب قلة معينة، والتضييق على الحملات الانتخابية المعارضة.

ومن مظاهر المهزلة الانتخابية ايضاً شراء الاصوات واستغلال النفوذ اى ما يسمى بالرشوة الانتخابية، سواء كانت مال او خدمات او وعود زائفة،  كلها تعد من أبرز معالم الفساد الانتخابى،  التى تحول صوت المواطن إلى سلعة تُباع وتُشترى، بالإضافة إلى التلاعب فى عملية الفرز ومنع ممثلى المرشحين من حضور حصر عدد أصوات الناخبين.

وكذلك الثقاقة السياسية القائمة على شبكة المصالح مما تحول الانتخابات إلى عملية توزيع تفوذ بدلاً من تنافس شريف من اجل المصلحة العامة.

واخيراً وهو الأهم ضعف الوعى الشعبى وافتقاد الثقة فى جدوى التصويت يجعل المشاركة صعبة ويسهل عملية التزوير.

ولكى نتغلب على هذه المهزلة البرلمانية لابد من استقلال الهيئات القضائية والانتخابية دون سيطرة من السلطة التنفيذية،  وكذلك حرية الأعلام وتكافىء الفرص بين المرشحين ومراقبة محلية ودولية فعالة وايضا وعى شعبى يرفض شراء الاصوات والفساد.

مهزلة الانتخابات البرلمانية ليست مجرد خلل فى منظومة سياسية، لكنها كارثة تضرب جوهر الحياة السياسية واصلاحها يتطلب ارادة سياسية صادقة ووعياً مجتمعياً واسعاً ، فالديمقراطية ليست صندوق اقتراع فقط بل منظومة كاملة تحترم ارادة الشعب.

شاهد أيضاً

في مساله الانتخابات كان لي راي…!! بقلم / على الكنيسى

في مساله الانتخابات كان لي راي…!! بقلم / على الكنيسى ■الكم الهائل من الأحزاب في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *