أنباء الدلتا كل اخبار الدلتا في مكان واحد
مقالات مشابهة
الكاتب الصحفى عاطف دعبس يكتب ” علشان خاطر عيونه”
عندما ترى المسئولين فى المحافظات يقومون برفع تلال القمامة التاريخية التى تؤذى المواطنين وتلوث الهواء وتزكم الإنوف وتخنق الصدور فى لحظات – علشان خاطر زيارة مرتقبة لمعالى الوزير ” أى وزير
وعندما تجد منطقة كاملة تعيش فى وباء الصرف الصحى والروائح العفنة تقتحم منازل السكان وغرف نومهم وتجد المسئولين عن الحى والمدينة يقومون بعلاج المأساة بشفط المياه ورصف الطريق – علشان خاطر ذات نفس الزيارة!
وتجد شوارع كاملة ترصف وتجمل بالشجر وأحواض الزهور لانها تقع فى نطاق خط الزيارة
وعندما تجد سكان الشارع المنكوب والمنطقة الحزينة يرون كل هذه الهمة ويعرفون أن ما يحدث من نظافة ورصف وتلميع وزرع شجر ليس لأجلهم
وأن هذا العمل الذى يتم على طريقة السحر ، يحدث بسبب الترحيب بمعالى الوزير وتسمع لسان الناس يقول – وماله من حق المحافظة ترحب بالضيف، وياريت كل يوم يأتى لنا وزير لنتمتع نحن بتلك الهمة وهذا النشاط،
فتتأكد لنا فكرة أن القيمة للمسئول الأبهة وفقط وليس للمواطن أى حق فى هذا الجمال وأنه ما يجب أن يرى إلا القبح!
وتتأكد بذات نفس اللحظة إنك كمواطن ليس لك أى تقدير ولا حساب ولا سعر،
فلا تصدق أبدا أن المحافظ – أى محافظ أو قل بعضهم فى مصر المحروسة – يفعل هذا السحر لأنه يقدر الوزير وأنه يرحب به كضيف وأن هذا من قبيل الواجب وجملة “يا أخى الست تقوم أنت بتجهيز بيتك لإستقبال ضيفك”؟
ولكنه يفعل ذلك ليثبت لنا أنه يرى القبح وأنه قادر على إزالته ولكنه يستخف بك ويراك أقل من أن تستحق هذا الواجب وهذا الجمال وهذا الشجر! وكل هذا الجهد الذى لن يثاب عليه؟!
المسئول يريد أن يثبت قدرته على الإنجاز وبذات الإمكانيات والناس ولكن فى المناسبات وفقط بحجة أن هذا كله يحتاج لفلوس وإمكانيات!
وعندما يتأكد المسئول أن المواطن هو مناط التقييم وأن رضاه هو الذى سيجعله فى منصبه ويستمر على كرسيه،، سيفعل ما يفعله للمواطن وليس لمعالى الوزير، ولن يقلب الدنيا بسبب زيارة ضيف قد تستمر لحظات!
المحافظ يقلب الدنيا لأنه يعلم أن الوضع عنده مقلوب! وبالتالى لا يليق لمكان هو مسئول عنه أن يكون بهذا السوء ويراه وزير فى الحكومة!
ولكنه لا يقلب الدنيا لشكوى مواطن من تلال القمامة وطفح المجارى وسوء الرصف والحفر بالشارع!
عندما يختل ميزان التقييم فإعلم أنك لن ترى أى إنجاز يتحقق إلا لمناسبة تتعلق بالوزير والمحافظ،، وأن واقع البشر ليس هو مناط التقييم وأن المواطن عليه أن يحمد الله ويبوس يده وش وظهر على نعمة وجود وزير ومحافظ
معظم المحافظون يفعلون ذلك وأبناء المحافظات يعرفون ذلك ويتمنون تغيير هذا السلوك حتى يشعرون بأنهم مناط التقييم
ويا مسهل
