ليست العين وحدها هى من تبكى وينهمر دموعها سواء فرحاً او حزناً ، ولكن القلب ايضاً له دموع ، لكنها لا تُرى ، فدموع القلب تجرى فى شراينه مجرى الدم ، تكوى وتحرق وتمزق القلب إرباً ، فهى اشد وأقوى تاثيراً على النفس من دموع العين، وهنا نتسأل متى يبكى القلب؟؟
يبكى القلب عندما يُفارق من هو أقرب اليه ، يبكى القلب عندما يفقد عزيز لديه، يبكى القلب عندما يُخذل او يُظلم ممن احبه واحسن اليه .
القلب عضو ينبض داخل جسم الإنسان لكنه يتصل بالمشاعر والإحساس اتصالاً وثيقاً ، لكون القلب عند البعض هو المحرك الرئيسى لحياتهم، فمن منا لا يحكم بقلبه على بعض الأمور فى بعض الاوقات، الا من تجردوا من القلب الرحيم واتسموا بغلاظة القلب وقسوته ، فالقلب يتحكم فى كثير من المواقف ويقود العقل احياناً كثيرة، القلب محل الفرح وكذلك محل الحزن، القلب يزغرد عند الفرح ومن شدته تدمع العين تعبيراً عن فرحة القلب .
القلب يبكى عند الحزن ومن شدته تدمع العين حتى تتحجر الدموع داخلها تعبيراً عن شدة الحزن .
تصرخ دموع القلب فى عمق الصمت حيث لا تُسمع الكلمات ، يبكى القلب بصمت لا يدركه الا من يشعر به، دموع القلب ليست كدموع العين ، فهى لا تنسكب على الوجنات بل تنحت فى داخل النفس مجراً من الألم، تخدش الروح وتترك أثاراً لا تُرى لكنها تُحس بكل وجع.
دموع القلب هى تلك الأحاسيس الجارحة التى تنبع من اعماق النفس، حيث تعجز الكلمات عن التعبير وحين لا يُسعفك الدموع لتخيف ما فى داخلك، هى تلك الاهات المكنونة والتنهيدات المكلومه، والانكسارات التى تخفيها الإبتسامة، والحزن العميق الذى يسكن خلف العيون .
قد يبكى القلب عندما يُخذل ممن احبه بصدق، فليس أقسى على القلب من طعنه تأتى ممن كان ملجأ الأمان له والاطمئنان، يبكى القلب عندما تتلاشى الأحلام والامال أمامه، حين يرى ان كل ما بناه يتهاوى دون ان يستطيع منعه، يبكى القلب عندما يشعر بالوحده بين الناس، يراهم حوله لكنه لا يجد فيهم من يفهمه ويشعر به .
وهناك فارق كبير بين دموع العين ودموع القلب، فدموع العين راحة مؤقته وغالباً ما تظهر امام الناس وتجد من يواسيك فيها ، اما دموع القلب صامته تنزف داخلك بصمت، وقد تمر دون ان يشعر بها احد .
فدموع القلب اشد قسوة من دموع العين لانها تسقط فى الخفاء وتبقى ف القلب كالسكين تجرحه كل مرة يتذكر فيها ما كان ومهما طال الزمن تبقى بعض الجروح تنزف بلا دم وتأن بلا صوت ، ورغم ذلك تملك دموع القلب قدرة عجيبة على تطهير الروح واعادة ترتيب الفوضى داخلنا.
ففى حياة كل انسان لحظات ومواقف لا تُنسى لا بسبب سعادتها ولكن بسبب ما سببته من ألم وحزن ووجع دفين، احياناً لا يستطيع الإنسان التعبير عن ألمه بالكلمات،ولا حتى بالبكاء، فيكتفى ان يدمع قلبه بصمت دون ان يشعر به احد ، أنها دموع القلب ذلك البكاء الخفى الذى يُعبر عن اعمق درجات الحزن والالم،
العين تُزرف دموعها امام الجميع، اما القلب فلا يبكى الا امام الله او فى لحظات الوحده الحقيقة.
دموع القلب لا تنتهى ولكنها قد تهدأ ، فالزمن وان لم يكن كفيلاً بالنسيان، فهو يُعلم التحمل، تُعلمنا دموع القلب ان نكون اقوى، وأن نعيد ترتيب اولوياتنا، وأن نختار بعناية من نمنحهم مفاتيح قلوبنا، ومن نمنحهم مشاعرنا وحبنا وثقتنا.
دموع القلب ليست ضعفاً بل دليل على اننا ما زلنا نملك قلوباً حية قادرة على الشعور والتفاعل.
القلوب التى تبكى هى ذاتها القلوب التى تُحب بصدق وتُخلص فى وفائها وتُعطى وتُجزل فى العطاء بمنتهى الحب، وتحمل بداخلها انسان لا يقدر بثمن، فلا تخجل من دموع قلبك، فهى شهادتك بأنك مازلت انساناً فى عالم بات فيه التبلد والبرود شائعاً .
سيظل البكاء الصامت للقلب علامة من علامات الأنسانية الحقيقة.
لا تخجل من لحظات انكسارك، ربما تكون تلك اللحظة هى البداية الحقيقية لقوة لم تعرفها فى نفسك من قبل .
Anbaa Aldelta انباء الدلتا