فرحة رمضان
بقلم / لميس الحو
فرحة رمضان هى الفرحة الوحيدة المعتادة التى لا تتغير مع العمر، بمجرد ان نتذكر ان شهر رمضان على الأبواب تنزل علينا السكينة وتشعر بطمأنينة غريبة، وأشتياق جارف ورغبة شديدة فى بلوغه .
فى شهر رمضان يمنحنا الله فرحة غامرة، دلل عليها رسولنا الكريم فى قوله صلى الله عليه وسلم( للصائم فرحتان ) فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، كما ان الله عز وجل يفرح بنا حين نلجأ إليه راجين رضاه، تأتى الفرحة فى رمضان برحمة الله ومغفرته والعتق من عذابه، نفرح فيه بمنح الله التى لا تحصى ، نفرح لفتح ابواب الجنة واغلاق ابواب النار ، ونفرح لنداء من قبل الله ( يا باغي الخير اقبل ويا باغي الشر أقصر ) ، نفرح لرسمنا الفرحة على وجوه الفقراء والمساكين راجين ثواب الله، كما نفرح ايضاً لتكافلنا لتراحمنا لصلة ارحامنا .
جاء رمضان ليسكب أنواره فى قلوب أضناها الإشتياق والإنتظار لروحانيات ولإجواء تحفها الملائكة والذكر والصلاة وقراءة القرآن والدعوات المستجابة بمشيئة الرحمن.
وسيظل المسلمون فى كل مكان وفى نفس التوقيت من كل عام ينتظرون لحظات استطلاع هلال رمضان وإعلان دخول الشهر الكريم المبارك، وقد تطلعت قلوبهم واستشرفت نفوسهم الى سماع اصوات المدافع وهى تعلن دخول هذا الشهر الكريم، واصوات المأذن وهى ترفع صلوات التراويح.
ولكن تختلف اسباب الفرحة بقدوم الشهر الكريم وتتفاوت بين الناس، فمن الناس من يكون فرحته بدخول هذا الشهر الفضيل لانه تاجر يعتقد انه سوف ينمى بضاعته ويروجها فى هذا الشهر ويرى اقبال الناس على بضاعته مصدر سعادة له ولا نستطيع أن نلومه فى ذلك لانه رزقه الحلال الذى يعيش منه ، ولان الانسان جبل على حب المال ولكنها سعادة دنيوية.
ومن الناس من تكون فرحته مقصورة على اللهو والسهر ومشاهدة المسلسلات والبرامج الرمضانية وتبادل الزيارات والسهرات التى تمتد حتى وقت السحور، وبذلك تكون فرحة رمضان لا تعدو الا فرحة دنيوية مادية بحته .
اما فرحة المؤمن الخق برمضان فهى مختلفة تماماً لانه يدرك أنه شهر الصيام والقيام والعبادة والدعاء والتضرع الى الله عز وجل ، شهر المغفرة والعتق من النار، ومصدر فرحة المؤمن برمضان انه يأمل ان يكون فى ركب التائبين الذين غفرت لهم ذنوبهم ومحيت عنهم سيئاتهم، وتجاوز الله عن خطاياهم.
فهنيئا لكم شهر رمضان مكفر السيئات ورافع الدرجات، شهر التوبة والغفران، الفريضة فيه بسبعين فريضة فيما سواه، فيه ليلة خير من الف شهر هى ليلة القدر .
اعاننا الله واياكم على صيامه وقيامه وتلاوة القرأن والذكر والدعوات، والابتعاد عن المآثم والمسارعة فى الخيرات واخراج الصدقات وكبح جماح اللسان وسائر الجوارح عن مما لا يرضى الله تعالى .
اعاده الله عليكم وعلينا بالخير واليمن والبركات وصلاح الاحوال للعباد والبلاد .