كلنا أم عامر
بقلم / رءوف مصطفى
أم عامر هي إحدي الضباع المتوحشة وقد كانت تنازع الموت في الصحراء فأنقذها أحد الصيادين وقدم لها الطعام والشراب ، فلما نام وهي بجواره وفي حمايته افترسته فصارت مثلا يضرب للجحود ونكران المعروف. والشاهد في ذلك أن معظمنا اليوم أصبح أم عامر فلانعترف بفضل .ولانشكر لمعروف بل وصرنا نسئ لمن ساعدنا فلانذكر ماقدمه يوما من أجلنا أو ما أنقذنا من كوارث حتي بلغنا مانحن عليه الآن .فتراجع أهل المعروف عن فعله وصادف ذلك هوي النفس الإنسانية التي تتصف بالشح والبخل فيشعر أهل المعروف بالسعادة في عدم تقديمه وللأسف معتمدين علي مقولة ” اتق شر من أحسنت إليه ” . ونتيجة لذلك زادت تأوهات المرضي وازداد الفقير فقرا دون أن نجد رحمة في أهل المعروف وإذا سألت أحدا مساعدة أخاه ذكر لك قصة أم عامر . وتركنا مبادئ الإسلام التي تدعو إلي الرحمة بالآخر . ولكن لي رجاء إن كنت قد قررت مبدأ التخلي عن الآخر فلاتتباهي وتعلن ذلك حتي لايقتدي بك غيرك فتكون الكارثة . واسمع معي لقصة أحد التجار الأثرياء قديما حينما قرر السفر لشراء بضاعة وأثناء سيره في الصحراء وجد رجلا بين الحياة والموت فأغاثه حتي استعاد وعيه فقص الرجل للتاجر قصته بأن لصوصا سلبوا ماله وطعامه وشرابه منذ أيام وتركوه يصارع الموت فتعاطف معه التاجر وقرر ملازمته حتي يصل لبر الأمان وعندما جاء الليل نام التاجر وصاحبه وفجأة استيقظ التاجر علي صهيل فرسه وقد أخذه الرجل ومعه مال التاجر وطعامه فإذا بالتاجر ينادي عليه بصوت عال قائلا : لاتقصص مافعلته معي علي أحد . فتعجب السارق من عدم فزع الرجل علي ماله فعاد إلي التاجر عن بعد وسأله عن مقولته فأخبره التاجر قائلا : لاتقصص مافعلته حتي لايضيع المعروف بين الناس وتكون مثلا يقتدي به فلايفعل الناس معروفا. فأمامك حادثتان الأولي أم عامر والثانية التاجر الثري وكلاهما نكران للجميل .فإن كنت ممن يفعل المعروف فاستمر طاعة لله وماأعظمه جزاء ! أما إن كنت مصمما علي نكران المعروف فلاتخبر به أحدا .وإلا سوف نكون كلنا أم عامر …..