الجرائم البشعة وغياب الترابط المجتمعي او الاسري … بقلم / أشرف عبوده

الجرائم البشعة وغياب الترابط المجتمعي او الاسري

بقلم / أشرف عبوده

يشهد المجتمع المصري في الآونة الأخيرة العديد من جرائم القتل والجريمة غير المبررة، وانتشرت هذه الجرائم بشكل كبير بين الأسر بشكل خاص وأصبحنا نشاهد أب يقتل أبنائه أم تقتل زوجها، وأصبح الرأي العام المصري في حالة دهشة مما يشاهده من تصرفات غير معتادة وغير واعية بالمرة ، إن حالات القتل داخل الأسرة أصبحت بكثرة في الآونة الأخيرة ولأسباب تافهة، وأصبحت الناس غير مدركة معنى الزواج الحقيقي المندرج تحت المودة والرحمة التكافؤ والمشاركة في كل الأمور الحياتية، و أن الجواز ليس فستان ابيض وبدلة وفرحة آخرها كابوس، لذلك يجب الاختيار بعناية جيدة لمعنى المسؤولية لتجنب كل ما هو مدمر للأسرة.

أن المشكلة الحقيقية لارتكاب تلك الجرائم البشعة، هو غياب الترابط المجتمعي او الاسري، وهذا يرجع للأسرة نفسها وليس للجهات المسئولة، لافتًا الى انه برغم ان هذه مجرد حالات فردية ولا تمثل الأساس القيمي للمجتمع، الا ان الضعف البشري للام بأن تقول انني افضل وانني يحق لي ان اتزوج خيرا من زوجي يمثل مشكلة كبيرة.

بالاضافة الى مثل هذا النوع من الجرائم تحدث بسبب الفقر والمشاكل الاقتصادية، فنجد رب الأسرة يتجه لإنفاق جزء كبير من دخله على المخدرات ما يجعل الزوجة والأبناء يفكرون فى التخلص من رب الأسرة ، وأيضا الإنترنت لا يستخدم فى البحث العلمى بل فى البحث عن المواقع الإباحية، وخاصة من قبل الرجل الذى يمارس الجنس من خلاله، وبالتالى تصبح الزوجة غير مشبعة جنسيًا مما يؤثر على العلاقة بينهما، ما يجعل الزوجة تبحث عن العشيق لإشباع رغباتها الجنسية والتفكير فى قتل الزوج حتى تتمكن من الزواج من عشيقها.

وهناك عدة أسباب تؤدي لارتكاب تلك الجرائم أخطرهم السوشيال ميديا ، السبب الاول: النشأة والتربية  التي يكون فيها الام والأب الاخلاق لديهم غائبة، السبب الثاني : غياب القدوة التي تزرع الوعي لدي الافراد والأخلاق، السبب الثالث : المؤسسات الدينية  الجامع والكنيسة والتي يغيب دورها في التأثير على الافراد لمنعهم من ارتكاب تلك الجرائم، السبب الرابع :غياب التوافق الاجتماعي والسلام الاسري وانعزال كل بأفكاره وبما لديه، وهذا يخلق تفكك مجتمعي السبب فيها الاسرة وليس الدولة،  السبب الخامس :عدم الصدق في نقل لمشكلات التي تحدث داخل محيط الاسرة مما يزيد من تفاقمها لترتقي الى الجريمة ، السبب السادس : وهو الأخطر السوشيال ميديا التى تنقل تفاصيل الجرائم المشابهة مما يدفع ضعاف النفوس الذين يسطر عليها الشيطان الى التهوين من تلك الجرائم وتجنب تفاصيل القبض عليها عند ارتكاب جريمتها ، السبب السابع: المسلسلات والأفلام وهي المعلم الاول لارتكاب تلك الجرائم.

بالاضافة الى ان الزوجة دائمًا تحتاج إلى دعم نفسى وعاطفي، وهو ما يغفل عنه الزوج أحيانا، مما ينتج عنه سوء فى العلاقة الزوجية ورغبة لدى الزوجة فى البحث عن بديل آخر غير زوجها، حتى تروى ظمأها الجنسى والعاطفي، بسبب أن مفهوم بعض الأزواج عن المرأة أنها للمتعة فقط، فلا وجود لمساحة للمشاعر والعواطف بينهما، وعندها تبدأ الزوجة فى البحث عن شخص آخر لإقامة علاقة تجد فيها من يهتم بها ويغازلها ويُشعرها بأنوثتها، كما أن نفس الشيء يحدث مع المطلقات فبعد طلاقها تفقد من يدعمها ويعطف عليها، فضلا عن احتياجها لممارسة الجنس الذى انقطعت عن ممارسته بعد طلاقها من زوجها وهنا تجد نفسها فريسة سهلة لبعض الرجال للحصول عليها للمتعة.

وحول الحد من انتشار هذه الحالات، للقضاء على مثل هذه الجرائم التى تقع من قبل مرضى نفسيين، وإعادة النظر فى برامج التليفزيون التى تبحث عن الإثارة ولا تقدم حلولاً علاجية للمشاكل الأسرية، ومراعاة فوارق السن بين الزوج والزوجة حتى يحدث توافق جنسى بينهما حتى لا تبحث الزوجة عن سد حاجتها من خلال العشيق الممنوع وبالتالى تتطور الجريمة إلى قتل الزوج.

و الحل في وجهة نظري أن نبتعد تمامًا وفورًا وسريعًا عن مواقع التباعد الاجتماعي، وأن نعود إلى دفء الأسرة التي من المفترض أن تكون درع الأمان والحماية  لمجتمع سليم  يحيا حياة سوية، دائمًا وابدأ العبارة تقول “تربية وتعليم” وسبيل أي نهضة تربية وتعليم.

كما اطالب ، آئمة المساجد، بأن يتبنى كل منهم قضية عن أسس النفس والتربية، وبناء الحياة الأسرية المستقيمة، وأن يناقشوها في خطبة كل يوم جمعة للمواطنين، كما أطالب الأسر بأن تتبنى منازل أبنائهم وبناتهم المتزوجين بشكل إيجابي وتربوي، على الأقل خلال السنة الأولى من الزواج؛ لتعليم الأبناء كيف يعيشون داخل هذه المؤسسة الإنسانية بنجاح.

وبالرغم من اننى اعمل فى مجال الاعلام الا أن الصحافة تزيد من الضغط النفسي للناس، وذلك من خلال التركيز على نشر قضايا القتل الزوجي باستمرار للحفاظ على “التريند”، وهذا ما يشعر المواطنين بأن القتل الزوجي أصبح ظاهرة، معربا عن استياؤه من إجراء حوارات مع أهل الضحايا والجناة قبل صدور أي بيانات رسمية من التحقيقات، مما يخلق حالة من التوتر في المجتمع.

وتعتبرالتوعية بمفهوم الزواج هام جدا هذه الأيام، كما أن التوعية بأهمية الطلاق في بعض الأحيان هامة أيضا، موضحا أنه لا يمكن إجبار أحد على البقاء مع شخص آخر من أجل أي هدف، كما أشار إلى أن الرجل والمرأة المقبلين على الزواج، يجب أن يشعرا بالاقتناع التام عن شريكهما، ولا يتزوجا لمجرد إرضاء الأهل تحقيقا لجملة “عاوزين نفرح بيك”، لأن تلك الأسباب الواهية تدمر الزواج، بما فيهم الزوجين.

 

 

 

 

شاهد أيضاً

التسول الإلكترونى والنصب الأونلاين مقال اشرف عبوده

التسول الإلكترونى والنصب الأونلاين مقال اشرف عبوده لا شك في أن التسول ظاهرة قديمة لكنها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *