عذرا سيدى “الرئيس” بقلم / اشرف عبوده

عذرا سيدى “الرئيس”

بقلم / اشرف عبوده

 

 

يعيرونك بالديون : أراد لكم حياة كريمة فعايرتموه أنه استدان ليبني ثلاثة مليون وحدة سكنية سكنتموها ثم اختزلتم ذلك في الكباري والطرق كأن تطويرهما جريمة

يعيرونه بالديون وهو تولي الحكم بخزينة دولة لا تملك إلا ثلاثة عشر مليار

يعيرونه بجذاب الإستثمار وتضحكون علي البسطاء وتقولون باع الوطن أمال مين اشتري نادي باريس سان جيرمان أليس أمير عربي؟!

ومن اشتري تشلسي الإنجليزي أليس رجل أعمال روسي ومحمد الفايد المصري أليس يستثمر أمواله في لندن ويستحوذ؟!! فهل جذب الاستثمارات أصبح بيع*

استدان….. لعلاجكم من فيرس سي ومساعدة المرأة المعيلة وتطوير سكك حديد مصر ومترو الإنفاق*

استدان……. فلماذا استدان ليهرب أموالكم إلي بنوك سويسرا كغيره أم استدان لبناء صوامع الغلال التي نفعتكم الآن …استدان لزراعة ستة ملايين فدان عوضا عن النيل والدلتا التي جرفتموها بيوتاً وخرسانات مسلحة..استدان لتطوير العشوائيات*

استدان ….. هل سرق فلوس نزور المساجد طيلة ثلاثون عاما كما فعل الإخوان بحجة والعاملين عليها ..شفطوا الأموال والآن يستثمرونها في بورصة لندن ..!!!

سيادة الرئيس: أعلم أن المسئولية ثقيلة، والمهام كثيرة، والضغوط أكثر، وأعلم أننا أمام تحديات تحتاج إلى “رص الصفوف”، لذلك أُجدد دعمى وتأييدى لك، وأقول لك: أعانك الله على مواجهة كل هذه المسئوليات والتحديات، فنحن شاهدنا دِول تتفتت، ودِول أصبحت مرتَعاً للإرهابيين، ودِول السلاح فيها يُباع فى الشوارع، ودول دخلت أتون الفتنة بجدارة، ودول تحكمها الميليشيات المُسلحة، ودِول فاشلة ودِول على مقرَبة من الفشل وهى الدول غير المُسيطرة على جزء من أراضيها.. وأحمد الله أننا لسنا كذلك بفضل قيادتك الحكيمة وجهود الجيش والشرطة

سيدى الرئيس : وورثت ميراثاً ثقيلا من الفساد والتدنى الأخلاقى والتجريف العقلى والفكرى وتفشى الأوبئة والأمراض المزمنة، وانهيار التعليم وانتشار البطالة.. إلى آخرة.. ناهيك عن الصراعات الداخلية التى يشعل فتيلها جماعة الشر ومواليها، والصراعات الخارجية التى لا ترحب بأى مسيرة للتقدم فى مصر.. لذا فلا بد من التحصن بجوقة صالحة مخلصة ترغب بصدق فى بذل جهداً لا يقل عن ما تبذله من جهد وحدك!

سيدى الرئيس : فنحن شعب مصر المخلص يسير خلفك فى واد، ومعظم السادة الوزراء والمسئولين و المنوط بهم تنفيذ تعليماتك وسياساتك يسيرون فى وادٍ آخر!

سيدى الرئيس : نحن المصريون نثق ثقة لا حدود لها فى وطنيتكم الواضحة، ومجهوداتكم المضنية من أجل مصر، لكننا لا نثق فى غالبية المعاونين من موروثات النظام السابق والتى لا تقوى على العمل خارج الصندوق اللهم إلا قليلاً منهم!

أرى الصورة غير متناسقة، ما بين رئيس وزعيم لا يدخر جهداً بل يستعير جهداً على جهده للنهوض بالبلاد فى زمن قياسى، وفى المقابل يحيط به مجموعة من المسئولين، متناقضة تماماً، بعيدة شكلاً وموضوعاً عن طموحاته وطموحات جميع المصريين.

سيدى الرئيس  : لا يجد المصريون ما يدعوهم إلى الابتهاج بل تتعالى أصوات الضجر من أزمة طاحنة، مع انخفاض غير مسبوق في سعر العملة المحلية،  ويكافح عشرات الملايين من المصريين من أجل توفير المواد الغذائية الأساسية لأسرهم في ظل غلاء أسعار منتجات يزيد سعرها بشكل يومي تقريبا، وتدهور قيمة الجنيه وارتفاع معدل التضخم إلى أكثر من 35 في المئة

أن “الحكومة تساهم في تعقيد الأزمة ورفع معدل التضخم من خلال تحميل المستوردين غرامة تأخير، وفرق سعر العملة من أجل الإفراج عن بضائعه في الموانئ بالرغم من أن الحكومة هي التي كانت قد صنعت الأزمة من خلال فتح الاعتمادات المستندية وعدم توفير الدولار للمستوردين، ما يجعل التجار يرفعون الأسعار على المستهلكين“. 

سيدى الرئيس : نحن في ورطة، وأرى بعض التجار يتخارجون من السوق المصري بسبب خسارتهم لأموالهم“. 

بالرغم من عدم اعترضنا على  تكليفك  لرئيس الوزراء السابق مدبولي “بتشكيل حكومة جديدة من ذوي الكفاءات والخبرات والقدرات المتميزة، تعمل على تحقيق عدد من الأهداف، على رأسها الحفاظ على محددات الأمن القومي المصري في ضوء التحديات الإقليمية والدولية“. ومواصلة مسار الإصلاح الاقتصادي، مع التركيز على جذب وزيادة الاستثمارات المحلية والأجنبية، وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق“.

 

لكن انتقد البعض بقاء مدبولي في منصبه الذي يشغله منذ نحو 6 سنوات رغم ما تشهده البلاد من أزمة اقتصادية خانقة، ووسط حديث عن رفع مرتقب لأسعار الكهرباء والأدوية والوقود وسلع أخرى.

أن المشكلة الأساسية التي تواجهها مصر ليست في رفع الدعم بل الديون الداخلية المتراكمة، وتكلفة بعض السلع التي توفرها الحكومة.أن قرار زيادة سعر الخبز صحيح 100 في المئة فنيا، لكنه لا يعالج مكمن المشكلة، فالدولة تنفق نحو 125 مليار جنيه على دعم الغذاء، وحوالي 70 مليار على دعم الطاقة في حين تدفع ثلاث أضعاف ذلك في فوائد الديون.

وفى نهاية مقالى  أقول …. يجب على الحكومة الجديدة أن تعي وتدرك جيداً أن مصر تستورد بمليارات الدولارات منتجات للأسف لها بدائل مصرية وهو ما يتطلب التوجه إلى المنتج المصري لتشجيع الإنتاج المحلي الذي يساهم في توفير الآلاف من فرص العمل بالإضافة إلى تخفيف الطلب على العملة الصعبة والتي أصبحت المشكلة الأكبر للاقتصادي المصري، ووضع خطط وسياسات جديدة تكفل مواجهة ارتفاع معدلات التضخم والارتفاع العام فى الأسعار، وحل أزمة سعر الصرف والنقد الأجنبي في مصرو مرعاة البعد الاجتماعى والاقتصادي  للفقراء والغير قادرين .

 

 

شاهد أيضاً

في تصنيف QS Arab Region: جامعة طنطا تحتل المركز ٧٨ من بين ٢٤٦ جامعة مصنفة

في تصنيف QS Arab Region: جامعة طنطا تحتل المركز ٧٨ من بين ٢٤٦ جامعة مصنفة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *