Anbaa Aldelta انباء الدلتا
حتى لاتنسى
بقلم / جابر سركيس
عضو اتحاد كتاب مصر
من المشاهد التى لاتمحى من ذاكرتى وقوفى مع صاحبى فى مواجهة رئيس المجلس الشعبى المحلى وهو ممدا قدميه فى مدخل احدى القاعات الرسمية
_سلام عليكم ياحاج ..
_ اهلا وسهلا . وعليكم السلام
_ البيت الصغير الذى نسكن فيه صدر له قرار ازالة و بالفعل يوشك على السقوط فوق رؤوس اسرتى بين لحظة واخرى
_وماذا تريد ؟
_اريد شقة فى المساكن الشعبية تأوى ابى وامى واخوتى
_لاتوجد شقق ، خذ خيمة
،، اثناء حديثه مع صاحبى كان يتحدث مع اخرين واحدا بعد الاخر وهو يعطى اجاباته المعلبه على اسئلة / استغاثات صاحبى ،،
انفعل صاحبى ،
_كيف لاسرة مكونة من زوج وزوجه وبنات واولاد ان يقيموا فى خيمة ، وفى هذا الشتاء ، من حقنا سكن يحافظ على كرامتنا.
_ لايوجد
_انفعل صاحبى أكثر، لقد اعطيت لشقيقين كانا يسكنان فى حجرة واحدة ، لكل منهما شقة لمجرد ان شقيقهما ينتمى لجماعتك ، نحن نريد شقة واحدة لسكان بيت كامل ، عائلة باكملها
وهو ينظر الى افراد عشيرته دون ان يعيرنى وصاحبى اهتماما سحب قدميه الممدتين وقام بجسده الضخم مستندا على عصاه متوجها الى القاعة الرسمية ليجلس على منصتها رئيسا ليهب من يشاء من اهله وعشيرته مايشاؤن ، يستحقون او لايستحقون ويمنع عن. من يشاء.
فى مساء نفس اليوم توجه لصاحبى صديق مشترك لنا كان قد اشترى شقة صغيره بعد سنوات طويله من الادخار والجمعيات ليتزوج فيها بعد أن اقترب من الأربعين عاما
قدم صديقنا مفتاح الشقه لصاحبى، وهو يبتسم ابتسامته البيضاء الجميله، هذا مفتاح الشقه، انتقل لها إنت وأسرتك، أنتم الآن أكثر احتياجا منى لهذه الشقه.
ورغم احتياج صاحبى الشديد لاى مكان يأوى اليه هو وأسرته رفض رفضا شديدا إيثار صديقنا له
مازال هذا الموقف،. موقف بلادة وافتقاد الإحساس الإنسانى بالآخرين الذى ابداه السيد رئيس المجلس المحلى وموقف صديقنا الإنسان النبيل لا يغادر ذاكرتى
