فرصة لا تُقدر بثمن بقلم / اشرف عبوده

في خضم الحياة ومشاغلها، قد يغفل الإنسان عن حقيقة مصيره المحتوم: الموت. هذه الحقيقة، وإن كانت واضحة وجلية، إلا أن الكثيرين يؤجلون التفكير فيها، ويتناسون الاستعداد لها. ولكن، هل فكرنا يومًا أن هذه اللحظة قد تأتي بغتة، دون سابق إنذار؟

إن الحياة قصيرة، وأيامها معدودة، وما نملكه الآن هو فرصة ثمينة لا تقدر بثمن: فرصة التوبة والرجوع إلى الله قبل أن يغلق الباب، وقبل أن يصبح الندم حسرة لا تنفع.

عزيز القارئ .. لا تدري متى يحين أجلك: الموت لا يعرف صغيرًا ولا كبيرًا، ولا صحيحًا ولا مريضًا. قد يداهمك في أي لحظة، وأنت في غفلة. فهل أنت مستعد للقاء ربك؟

مع مرور الوقت وتراكم الذنوب، يصبح القلب أقسى وأكثر بعدًا عن الله. يصبح سماع الحق أثقل، والإقبال على الطاعة أصعب. فلماذا نترك قلوبنا تتصلب حتى يصعب تليينها؟

ان رحمة الله واسعة، وعفوه عظيم. إنه يفرح بتوبة عبده، ويغفر له ما سلف من ذنوبه. قال تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ} [الزمر: 53].

عزيزى القارئ الا تعرف ان التوبة تفتح أبواب الرزق والبركة… قال تعالى: {فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا} [نوح: 10-12].

عزيزئ القارئ الا تعرف ان التوبة تجلب السعادة والراحة النفسية… البعد عن الله يجلب الضيق والقلق، بينما القرب منه يملأ القلب سكينة وطمأنينة. التوبة هي طريق العودة إلى هذا الصفاء الروحي.وحتى تكون التوبة الصادقة الإقلاع عن الذنب فورًا- لا تؤجل التوبة، وبادر بترك المعصية التي ارتكبتها.

الندم على ما فات- اشعر بالأسف والحزن على فعل الذنوب، وتمنى لو أنك لم تفعلها.

العزم على عدم العودة – قرر بصدق ألا تعود إلى هذا الذنب مرة أخرى.

رد الحقوق إلى أهلها- إذا كانت الذنوب تتعلق بحقوق الآخرين، فبادر بردها أو طلب المسامحة منهم.

الإكثار من الأعمال الصالحة- بعد التوبة، اجتهد في فعل الخيرات والطاعات لتعويض ما فات وتقوية إيمانك.

لا تيأس من رحمة الله- مهما عظمت ذنوبك، فلا تيأس من رحمة الله. بابه مفتوح دائمًا للتائبين الصادقين. قال النبي صلى الله عليه وسلم: “كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون”.

عزيزى القارئ عزيزتى القارئه

يا أخي، يا أختي، الحياة فرصة، والموت حقيقة. لا تضيعوا هذه الفرصة الثمينة في الغفلة والبعد عن الله. بادروا بالتوبة قبل أن يغلق الباب، وقبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم. ارجعوا إلى الله بصدق وإخلاص، تجدوه غفورًا رحيمًا.

اللهم اجعلنا من التوابين المستغفرين، واختم لنا بخاتمة حسنة.

 

شاهد أيضاً

إقامة مقر حزب في برج سكني: مخالفة قانونية وتداعيات مجتمعية  – بقلم / اشرف عبوده

  يشهد المجتمع المصري تحولًا ملحوظًا في استخدام العقارات، حيث يلجأ البعض إلى تغيير الغرض …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *