أخبار عاجلة

التماسك الاجتماعي ومواجهة الاغتراب الثقافي – بقلم : ا د محمد ابراهيم طه كلية التربية – جامعة طنطا

التماسك الاجتماعي ومواجهة الاغتراب الثقافي

مدخل لتحسين نوعية الحياة وحل ازمة الهوية في المجتمع المصري

ا د محمد ابراهيم طه

كلية التربية – جامعة طنطا

 

تقوم المجتمعات الانسانية  علي مجموعة من القيم و المعاير التي تحكم العلاقة بين الافراد تبعا لدور كل واحد منهم سعيا لتحقيق هدف مشترك ليعود علي افراد المجتمع بتحسين نوعيه الحياة وارتفاع مستويات الشعور بالانتماء والامل والثقة بين افراده علي نحو يعزز من التماسك الاجتماعي وصولا الي تحقيق ما تصبوا اليه المجتمعات من الازدهار الاقتصادي وحل المشكلات والتعامل مع الضغوطات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئة الايجابية منها والسلبية .

لذا كان من الضروري الاهتمام بالعلاقات القائمة بين افراد المجتمع وتعزيزها والعمل علي تقويمها وتطويرها  ضمن معاير واضحة ومناسبة مما يخلق بين افراد المجتمع التماسك الاجتماعي الذي من شانه ان يضمن للمجتمع تحقيق اهدافه علي الوجه المطلوب .

ويعد التماسك الاجتماعي سمة مهمة للمجتمع  نظرا لارتباطه  بمستويات ماليه ببعض الخصائص الايجابية للمجتمع مثل انخفاض معدلات الجريمة والبطالة وارتفاع معدلات النمو الاقتصادي وتحقيق سعادة افراد المجتمع ويعد هذا المفهوم مفهوما حديثا ومعقدا نتيجة تعدد ابعاده ومستوياته فهو يختلف باختلاف العوامل السياسية والاقتصادية الاجتماعية والثقافية كما انه يتناول العلاقة بين الفرد و المجتمع من ناحيه اخري .

ولعل تعريف التماسك الاجتماعي يشمل جانبين الجانب الاول يتمثل في المواقف الاجتماعية والجوانب السلوكية والمؤسسية التي تشمل القيم الاخلاقية المشتركة والاهداف المشتركة والشعور بالانتماء والهوية المشتركة والتسامح والاحترام المتبادل بين الثقافات المكونة للمجتمع والثقة الشخصية والمؤسسية والتعاون المدني والمشاركة الفعالة والالتزام بالسلوكيات المشتركة في مقابل توفير الحماية الاجتماعية وتقاسم المخاطر وتكافؤ الفرص بين افراد المجتمع واليات حل المشكلات.

ويمكن قياس التماسك الاجتماعي بمجموعة من المؤشرات منها راس المال الاجتماعي والاستقرار والاندماج الاجتماعي ونوعية حياة المجتمع والاستعداد للمشاركة في المؤسسات المدنية والمجتمعات التطوعية والهوية والمواطنة الفعالة وترتبط الهوية بالعوامل المجتمعية منها عن مجموعة عمليات تقع في الشخصية وفي مركز ثقافتها الاجتماعية حيث تظهر حالة الشباب وافراد المجتمع  ككل  وتشكيل هويته من خلال البحث عن المصادر الجديدة  للمعني والنجاز والقيمة وتحديد اهدافه في الحياة ووضع خطط لتحقيق هذه الاهداف لتبدا معها ما يطلق عليه ازمة الهوية فاما ان يتجه الي الجانب الايجابي منها فتتضح هويته ويعرف نفسه ودوره في المجتمع وهو ما يعرف بتحقيق الهوية واما ان يتجه الي الجانب السلبي منها ويظل يعاني من عدم وضوح الهوية وهو ما يعرف بتشتت الهوية وتصنف الهوية الي اربع رتب هي تحقيق الهوية وانغلاق الهوية وتشتت الهوية وتعليق الهوية وتكمن ازمة الهوية في حالة عدم معرفة الفرد ذاته بوضوح في الوقت الحاضر وماذا سيكون مستقبلا .

ومن جهة ثالثة يعد الاقتراب الثقافي احد عوامل النفس اجتماعية الحديثة ذات الابعاد المتعددة المؤثرة في سلوكيات الفرد والمجتمع في ظل التقدم الكبير والمتغيرات السريعة التي شملت كل مجالات الحياة  وهي تتعلق بشعور الفرد بالانفصال عن المشاركة في ثقافة المجتمع و فقدان المعايير الضابطة لسلوك الافراد وهو ظاهرة نفسيه ذات ابعاد اجتماعية ومن الضروري ان تتكامل العناصر المكونة للمجتمع وعلي ذالك فسوف تتقدم للقارئ في سلسة من المقالات العلاقة بين الاقتراب الثقافي والتماسك الاجتماعي القيم الاخلاقية والتماسك الاجتماعي  ازمه الهوية والتماسك الاجتماعي للكشف العلاقة بينها ومنهم البناء الثقافي والاجتماعي لمجتمعنا ومعالجة  بعض السلبيات الموجودة ودعم الاستمرارية في بناء مجتمع بنمط حياة صحي وبيئة ايجابية …. تابعونا

شاهد أيضاً

الجريمة المقدسة فى المدينة المكدسة بقلم / على الشرقاوى

الجريمة المقدسة فى المدينة المكدسة بقلم / على الشرقاوى   اعلم يقينا اننى اضع نفسى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *