قصيدة بعنوان ” اصطدام ” … بقلم / خالد عماد زيادة

 قصيدة بعنوان ” اصطدام “

بقلم / خالد عماد زيادة

كلية الاداب – جامعة طنطا

 

خبّط على باب النهار بإديك البردانين..
ولما يفتح
خليه يقولك انت مين!
خليه يعدك بين جموع الدفيانين..
الآمنين..
العالِمين
إن الحياة محض اصطدام!
كوكب صغير راح خبَط على سطح نجمة..
الضوء المصاحب للوقعة دى يشبه حياتك
بيروح أوام!
الكام دقيقة بين حياتك وانتهاءها
جايز اسرع م السلام!
خبط على باب النهار
خبط على كتفك يجوز..
ينزل معامل لانحدار
فتقل قيمة لانكسار
فتعيش يومين قبل انتقالك للحقيقة!
الانتحار ف اللحظة دى..
أجبن الطرق الجريئة!!
بتضحي بكل معرفتك
وتهد ف قلعة المجهول..
محدش عاش بعد انتحاره عشان يقول!

صاحبي اللي مات مشنوق بحبل احلامه
كان واقف على كتف بنت حب الابتدائي..
وانا كنت واقف جنبه اكررله ف كلامه
لفيت على رقبته حبل اوجاعه النهائي..
كان تحت رجله الفضا
ورقبته متعلقة ف آخر جواب موصلش!
ردت دماه ع الوش
بصتلى من عينه..
حبيبتي كات تحتي
الكتف دا فينه؟!
أول رعشة من موته ناداني باسمها صاحبي!
وكانت والقمر واقفين على دماغه
بيِتلو ما تيسر من جوابه الأخير..
حبيبتي..لسه فيكي الخير
رجوعنا زى عدمه مصير
وانا مش هخاطر إني احاول أعرفه..
طلبي النهائي مش كبير..
زي ما عشت فوق كتفك
سيبيني اودع الدنيادي من فوقه!
كان نفسه فعلا متسيبوش..
بس اللي مكانش يعرفه..
لو كان بيسكن قلبها
بكلمة واحدة منها
سكنه اللى فيها هينزفه!!
ضحك القمر على كونه قتله لما خبى الجواب..
وكونه هيكمل بقية جثث اللى أمنُوله م المشتاقين
فيتزين بها فيزيد جماله جوة عين العاشقين!
وتنادي عليه الديابة لجل لحم المشنوقين!
ضحك القمر ضحكت حبيبته قريت “يس”

تاني رعشة موت ندهلى..
وقالي صاحبي انتو مين!
بعديها دمّع واعتذرلي
قالى…
مكانش لازم تحضرو
موتي يارفاق السنين..
انا عارف انتو طيبين
ولا يمكن انْ تستحملو
مشهد وفاة العشرة بيا..
كل اللى بيني وبينكو
للاخرة هيعدي..
بكيت جدا على صاحبي
مكانش يعرف..
اني شاهد موته وحدي!!

ف تالت رعشة من موته..
كان أبو صاحبي اللي مات
بيساعد الملايكة تشد روحه!
كان بيبكي فوق جروحه
وصاحبي يضحك!
يابويا مانت فايتني من قرنين
وادينا على نفس الطريق رايحين
ويادوب ثواني ونقعد عند ملكوت ربنا..
وحضنه جامد والحقيقة
كان ً بيحضن فيا انا!!
كان نفسي اقوله
ابوك ف الجنة..
اما احنا ف جهنم هنا!

رعشة رابعة شد فيا
وشد بحر اسكندرية
وقالّي لم الذكريات
فاكر يابحر..
كام محارة لعبت فيها؟
ويوم حبيبتي ماجت تشوفك..
قد ايه اتعلقت بيها؟
ودرس العوم وايدك كات تشيلني
وكنت بتساند أبويا..
وكنت بتقوِّلني
فاقول ف اسكندرية الشعر..
كداب يابحر!
ف كل مرة قلت صبراً
وكل مرة قلت عيش..
وانا برضه حابك
اصنعلى مركب من طراطيش الموج على وشوش الصبايا..
اسكنها ونسكنك فتسكنو جوايا!
وتبحر روحي للأبد جواك..
كان صاحبي بيوصيك يابحر
واشهد انك جيت ورايا..
وملتقتش غير بكاك!
ابنك خانك ياعم البحر
ومات براّك!

ف الرعشة الخامسة من موته..
رما باللوم على سكوته
لما سلط كل خطوة م الخطاوى
تفضى من تحت رجله!
وكل احلامه البريئة تفوته!

رعشة ساتة كان بيبكي..

رعشة سابعة كان بيضحك..

رعشة تامنة بصِّلي..
فقْت انا
كات بين حبال المشنقة..
راسى انا
صاحبي اللي كان شاهد هنا..
كان برضه انا
خدت بالى من البشر والامكنة
ونسيت تماما إن اللى كان بيموت..
انا!!
ساعة اصطدام العقل بحقيقة الوداع..
حاولت غريزة تفك عقد المشنقة
هتروح لفين..الوقت ضاع!
الدنيا زي المحرقة
حاولت تهرب بالغرق؟!
مات الولد غرقان عشمان ف سامعينه..
صاحبي اللي ميت منتحر
شديت حبال المقصلة وزرعت رصاصة الرحمة ف جبينه!!

اقرأ ايضا :

** أمتلك حلماً … بقلم محمد الزغبى

شاهد أيضاً

مطرب صاعد  “سالم الوشاحى ” موهبة فنية من طنطا

مطرب صاعد  “سالم الوشاحى ” موهبة فنية من طنطا   كتبت – هبة دعبس : …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *