” شباب ” اى حاجة بقلم / اشرف عبوده

” شباب ” اى حاجة

بقلم / اشرف عبوده

 

 

الخطر بات أكبر مما نتصوره .. باختصار شديد أصبح لدينا جيل كامل بلا هوية ولا انتماء ولا ارتباط بأرض الوطن، لحياد التام عن رأيه فى أى موضوع يقولك مش عارف..مش فاهم…طب القضية الفلسطينية..مش بتاعتى…طب وأمريكا..يقولك مليش فيها.. طب واى حاجة ف اى حاجة… يفكر ف الأزمة الاقتصادية اكثر ما يفكر فى اى شيء آخر..والحياة أصبحت..مش عارف..مش فاهم..!!

ايه النهاردة…هنقابل مين عالقهوة ؟؟..هنقبض كام..هنشتغل ايه..حتى الأخيرة دى مبقيتشى موجودة..وتيجى تسال حد من شباب اليومين دول عايز تدخل كلية ايه..يقولك اة حاجة..طب عايز تشتغل ايه..يقولك اى حاجة..الى تلك الدرجة مبقيتشى حاجة فارقة مع الناس..؟

ايام الدفعات السابقة يقوللك اه انا عايز ادخل طب..هندسة..عايز ابقى ظابط..عالم..وكدة
وصدق الفيلسوف الذى قال ماساتي فى هذا الزمان هى اننى لازلت افكر.

هل فكرت لحظة لماذا لا تفكر..لقد وقف تفكير البعض عند اشياء لا علاقة لها بضروريات الحياة منذ مثلا عشر سنوات فقط..لماذا لا نعلن ان نفكر على الملا اولا وأخيرا ولا نستسلم لاحباطات القدر ، لابد ان نعلن حالة من الفكر المدنى الذى كان ثم أصبح لا شىء بدلان من إعلان هزيمة وطن اسمه الفكر.

شباب اليوم مسلوبي الاراده والهدف  فهو تائه بلا هوية لا يعرف من هو وماذا يريد مشوش الفكر فاقد العقل ضعيف النظر لا يرى الا الفيديو كليب  ولا يسمع الا الروب  , لا يقرأ الا مواعيد الأفلام والمسلسلات  والأبراج في المجلات وأخبار الممثلين والممثلات  .ثقافته شعر مجعد كالشاه الذي يرعى في الصحراء لا يهتم به راعيه . ثقافته أفلام خليعة وكتب جنسية وكرة قدم  .  شباب يبكي كل من يراهم ويتحدث معهم فعندما تباششه وتبدأ معه الحديث والنقاش في موضوع وأنت كلك أمل لنقاش شاب بحمل هم الأمة وساعدها الأيمن  تجد شيء فارغ المحتوى ( مخوخ ) لا يفهم ما تقول وكأنك من كوكب آخر لا يعرفه ولا حتى يسمع عنه . عندما تسأله عن هدفه في الحياة يقول هدفي أكون لاعب كره أو حتى ممثل  أو باحث ليس باحث علمي أو ذره ولكن باحث عن رغيف عيش يأكله  ومكان يؤيه . فإذا وصل الشاب لهذا التفكير .

إذا يوجد شيء خطأ بل أخطاء لابد من حل لها والتربية الصحيحة على أسس سليم وعلمي يفكك هذه الطلاسم المعقدة فالتربية تجعل الفرد يعتمد عليه في كل الميادين فمثلا إذا اتبعنا أسلوب تربوي معين

يشعر الشاب أمام الآخرين بروح القيادة والجرأة، ولكن المكوث فى أواخر الصفوف والانكماش خوفاً من المشاركة أو التفاعل يدل على عدم الثقه بالنفس. ليس ذلك فقط ، بل وضعف شخصية الفرد والشعور بالامتنان للذات لابد أن يشعر الفرد بالامتنان لذاته ويتوقف عن تأنيب نفسه وتعذيبها على كل هفوة وسقطة، واعلم أن الحياة ما هي إلا مجموعة من التجارب التى نستفيد منها حتى في حالات الفشل. فلا داعي للقسوة على النفس وأخذ الأمور ببساطة وتقوية الذات وعدم الاستسلام للهزيمة والتحدث بنبرة عالية  لان الشخص الواثق من رجاحة عقله وقوة اسلوبه يتحدث بنبرة مسموعة وكلمات واضحة قوية محببه للمستمع و تقديرك لغيرك يمنحك حب الجميع والتفافهم حولك ودعمك دائما الامر الذى يعمل على دعم ثقتك بنفسك….

لابد من توعية الشباب بنماذج وغيرها من العظماء والتغلب على المؤثرات الخارجيه والمحليه التي تؤثر فيهم سلبيا بأخذ السيء منهم وتجنب المفيد . فلا بد من اقامة مراكز لرعاية هذا الشباب على أسس علمية ليس لمضيعة الوقت ولكن للاستفادة من الوقت فالأمم تتقدم ونحن نتأخر كثيرا . فالفرد لابد أن يربى على أساس ديني وعلمي صحيح يساعده على الرقي والتقدم . فلماذا لا نجهز لهم معامل للاختراع والاكتشاف وتقديم لهم ما تطلبه كل مرحله . و نعلم شبابنا كيف يعارض كيف يناقش كيف يحاور كيف يحلل نقيم دورات بحثيه لهم يبدعون فيها ويضعون أيديهم على نقاط الضعف ومن ثم إعطائهم الثقة في أنفسهم في وضع لهذه المشكلات أن وجدت فلابد أن يكون كل فرد له دور في الحياة . وأيضا لابد أن نترك أولادنا يختاروا طريقهم كما يريدون وليس كما يريد أبواه حتى يستطيع أن  يقدم لوطنه ودينه  ويكون ايجابي وليس سلبي كما نرى الآن من ضياع الهوية وفقدان الهدف   فمن المسئول عن تشتت الشباب وفقدانهم هويتهم وأهدافهم ؟ هل هم أنفسهم ؟ أم أولياء الأمور ؟ أم من بالضبط ؟ اسأله كثيرة تجول في خاطر كل انسان عقلاني يفكر في هؤلاء المساكين .

 

 

شاهد أيضاً

لتبادل الخبرات بالمجالات العلمية والبحثية والأكاديمية: توقيع اتفاقية تعاون بين جامعتي طنطا والزنتان الليبية

لتبادل الخبرات بالمجالات العلمية والبحثية والأكاديمية: توقيع اتفاقية تعاون بين جامعتي طنطا والزنتان الليبية   …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *