( أنــور الســادات ) بقلم / دكتور أنس عبد الرحمن الذهبى استشارى طب الأطفال

 

( أنــور الســادات )

بقلم / دكتور أنس عبد الرحمن الذهبى
استشارى طب الأطفال

 

تمرَ علينا في الخامس والعشرين من ديسمبر كل عام الذكري السنوية لميلاد رجـلٍ من رجالات مصر العظام وهو الرئيس محمد أنور محمد السادات ( 25 ديسمبر 1918 م – 6 أكتوبر 1981 م ) الذي كان رئيسًا لجمهورية مصر العربية في الفترة الممتدة ما بين ( 17 أكتوبر 1970 إلى 6 أكتوبر 1981 ) .
ولأنّ صفحات التاريخ تمتلئ بالكثير والكثير من مآثر هذا الرجل الذي سبق عقُله زمانَه ، فقد رأيت أن أذكر اليوم واقعةً قد لا يعرفها الكثيرون تدل علي صفة الوفاء النادر الذي تميز به الزعيم الراحل عليه رحمة الله وقد سمعتها بنفسي من الشاهد عليها .
أما الشاهد علي الواقعة فهو نائب مركز قطور – محافظة الغربية المخضرم الأستاذ أبو شادي بك الكيلاني ، عليه رحمة الله ، الذي كان أصغرَ نائبٍ في البرلمان قبل ثورة 1952 ، ثم كان أيضًا عضوًا بالمجالس النيابية بعد الثورة لعدة دورات ، وقد ذكر لي أنّه تم اعتقاله في مظاهرات الطلبة في أربعينيات القـرن الماضي ، حيث تعـرف داخل السجن علي الـزعيم السادات وأصبحا صديقين حميمين ثم انقضت الأيام وتم الإفراج عن الأستاذ الكيلاني وهرب الزعيم السادات أيضًا من السجن .
وظل الزعيمُ هاربًا لفترةٍ طويلةٍ ، كان يختفي خلالها عند أصدقائه المقربين ومنهم صديقه الكيلاني بعزبة عائلته بمركز قطور ، وتصادف في إحدي المرات أن وصل إلي العزبة في أخر الليل ولم يجد ناظرُ العزبة ( عمي عمر ) شيئًا يقدمه له سوي وجبةٍ من ( فتة اللبن ) ، ولأنّه كما يقولون إنّ سكر الأكل الجوع فقد كانت هذه الوجبة بمثابة خروفٍ كاملٍ عند السجين الهارب .
ثم قامت ثورة 1952 وأصبح الزعيم أنور السادات في موقع المسئولية ، وكان من عادة الأستاذ أبو شادي الكيلاني أن يقوم بزيارته في القاهرة كلما سمحت الظروف ، وفي إحدي مرات الزيارة سأله الزعيم عن ( عمي عمر ) فأخبره بأنّه تُوفى إلي رحمةِ الله تعالى وأنّ ذكري الأربعين الخاصة به سوف تحل بعد أسبوع .
وكانت المفاجأة حضور الزعيم بنفسه للمشاركة في إحياء ذكرى الأربعين في مركز قطور وبعد أن أدى واجب العزاء ، سأل عن أولاد ( عمى عمر ) فأحضروا له ابنه البكرى فأعطاه مائة جنيه وهو مبلغٌ كبير جدا بحساب هذه الأيام ، وقرر للأسرةِ معاشًا شهريًا من الشئون الاجتماعية ، وعندما أبدي له الحضور الامتنان والشكر علي هذا الوفاء النادر والتواضع الجم رد عليهم قائلا : إنّ طعم ( فتة اللبن ) مازال في فمى .
تغمد الله الجميع بوافر رحمته ومغفرته

شاهد أيضاً

محافظ الغربية يشهد الاجتماع الدورى لمجلس الجامعة التكنولوجية بسمنود

محافظ الغربية يشهد الاجتماع الدورى لمجلس الجامعة التكنولوجية بسمنود   عاطف دعبس – أشرف عبوده …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *