أخبار عاجلة

مرشحين فى انتخابات الرئاسة ..!؟ بقلم / اشرف عبوده … رئيس التحرير التنفيذى

مرشحين فى انتخابات الرئاسة ..!؟

بقلم / اشرف عبوده

رئيس التحرير التنفيذى

 

مع كل انتخابات رئاسية نتابع مجموعة من الظواهر الغريبة والطريفة والمأساوية، بعضها يجلب الضحك وبعضها لا يجلب إلا الأسى والغضب معا، منها مثلا ظاهرة المواطنين الذين يعتبرون أنفسهم مرشحين فى انتخابات الرئاسة، ماداموا قد وقفوا أمام مقر الهيئة الوطنية للانتخابات وقالوا للمارة إنهم سيرشحون أنفسهم فى الانتخابات، أو إنهم يرون فى أنفسهم الكفاءة لقيادة البلد، أو لمجرد اقتناعهم بأن إدارة البلاد لا تقتضى سوى بعض الهمة والقرارات التى تحتاج إلى قلب شجاع لإرضاء الغالبية العظمى، مثل منح كل مواطن مليون جنيه

تعالوا بنا إلى الحدث وهو قلة عدد المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، فرغم أن هناك ستة أشخاص أجروا الكشف الطبى اللازم للترشح فى الانتخابات بحسب ما أعلنته وزارة الصحة إلا أن الهيئة الوطنية للانتخابات أعلنت عن استكمال مرشح واحد لأوراق انتخابه وهو الرئيس السيسى، فضلا عن الأخبار الواردة من حزب الوفد حتى كتابة هذه السطور بأن السيد البدوى سيكون مرشح الحزب فى الانتخابات، وكذا الحديث عن ترشح مرتضى منصور رئيس نادى الزمالك وخالد على المنسحب قبل استكمال عدد التوكيلات الجماهيرية، فضلا عن شخصيتين أخريين لم تفصح عنهما وزارة الصحة باعتبار أن الهيئة الوطنية هى المنوطة بالإفصاح عن المتقدمين للترشح والمستوفين لأوراقهم.

لا تسأل عما إذا كان هؤلاء المواطنون خفيفو الظل قد كلفوا أنفسهم عناء السؤال أو الاستفسار عن معنى الضوابط والمعايير التى تضعها الهيئة الوطنية للانتخابات للراغبين فى الترشح لرئاسة الجمهورية، وكيف أن هذه الضوابط مستمدة من الدستور ولازمة للترشح، ولا تسأل أيضا عن كيفية تنفيذهم وعودهم الانتخابية البراقة والحالمة والفانتازية، إذا افترضنا جدلا أنهم وصلوا إلى كرسى الحكم، فموضوع الانتخابات الرئاسية أصبح فى جانب منه «مولد شعبى» له طقوسه ومراجيحه وأرزقيته وأراجوزاته، وفى جانب آخر استعراض سياسى وإعلامى للفاشلين وغير الفاعلين وأذناب السفارات والمنظمات إياها،  لكنها ظواهر كما قلنا طريفة وغريبة ومأسوية، وعزاؤنا أنها طارئة زائلة مع إعلان اسم المرشح الفائز فى الانتخابات.

المصريون يتعاملون بخبرتهم ووعيهم مع كل ظاهرة من المشار إليها بطريقة مختلفة، فالمواطنون المتقمصون دور المرشحين مننا وعلينا وكلامهم يدخل فى باب الفتوى الشعبية حينا وتيار الفلاح الفصيح حينا آخر أو حتى النكتة بمذاقها المصرى اللاذع والحريف، وإجمالا لا بأس بهم أو عليهم ماداموا ينقلون طريقة تفكير وأحلام البعض من بسطاء المواطنين إلى القيادة السياسية والجهات التنفيذية.

أما الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعى يحمل مؤسسات الدولة المصرية والسيسى نفسه مسؤولية غياب المرشحين من الوزن الثقيل فى الانتخابات، وكأن السيسى مطالب باختراع منافسيه ودعمهم! أو كأنه مطالب بصناعة الأحزاب المعارضة وتلقينها كيف تمارس العمل السياسى، وكأنه مطالب بأن يجبر المصريين على الالتفاف حول هذا أو ذاك ممن يعتبرون أنفسهم زعماء سياسيين، بينما لا يتجاوز عدد من يؤيدونهم أو يثقون فيهم العشرات!

فنحن أعزائى أمام واقع ملموس ومرصود باليوم والساعة وإنجاز حقيقى بشحمه ولحمه شاهدنا مراحل اتمامه منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن أصبح كياناً كائناً يراه الأعمى قبل البصير !

فما حققه الرئيس فى أقل من أربعة سنوات لم نكن لنحلم بتحقيقه فى أربعين عاماً دون مبالغة !

لم يقدم لنا السيسى برنامجاً انتخابياً قبل توليه منصب الرئاسة ولكنه سرعان ما فاجأنا بما لم نكن نحلم به ولا نتوقعه فى أفضل وأعظم البرامج الانتخابية لدى فطاحل المرشحين !

 فنحن لسنا ضد ممارسة العملية الديمقراطية و لسنا ضد مبدأ تداول السلطة و تقدم كل من يرى فى نفسه القدرة الحقيقية على حمل هموم هذا الوطن الثقيلة، ولكن هناك واقع و منطق يفرض نفسه على الجميع، أنه لا يجب المقارنة بين مجموعة من الأوراق لمجموعة من المرشحين تحمل وعودهم وبرامجهم وطموحاتهم التى أرجو أن تكون خالصة لوجه الله و الوطن و بين واقع ملموس ملئ السمع و البصر لا يحتاج إلى تقديم الأوراق بما تحمله من جمل و شعارات ووعود شفوية !

ما هي المواصفات اللازم توافرها في رئيس الجمهورية ؟

هل هناك مقاييس ثابتة يجب توافرها في الشخص الذي يقوم برئاسة دولة معينة؟

وهل تختلف تلك المواصفات باختلاف الشعب المرؤوس ودولة الرئاسة ؟ وهل تلك المواصفات تختلف باختلاف الوقت الذي ستتم فيه الرئاسة ؟

دعونا نبدأ في الاجابة على تلك الاسئلة ، ويجب ان نعلم ان هناك مواصفات ثابتة يجب توافرها في اي شخص يشغل منصب رئيس الجمهورية باختلاف الدولة والشعب والحقبة الزمنية للرئاسة وتلك المواصفات هي :

لابد ان يتمتع الشخص القائم بمهام رئيس الجمهورية بنوع من الكاريزمة اي بدرجة عالية من القبول الجماهيري .

ان يكون على قدر عالي من الدبلوماسية السياسية ويتمتع ببعد الافق والقدرة على اتخاذ القرار في المواقف الصعبة .

ان يتمتع بالوعي الكامل والادراك التام لكل ما يدور في العالم من حوله من انشطة سياسية وثقافية اي تكون لديه معرفة واسعة وتامه بما يدور في الساحة السياسية والعالمية .

ان تكون لدية القدرة على الاقناع والتأثير على الاخرين والقدرة على القيادة من خلال استخدام الاساليب المختلفة التي تتفق مع الاختلافات الفكرية والثقافية للافراد المرغوب في التأثير عليهم .

ان يكون على وعي تام بقدرات دولته من الناحية السياسية والاجتماعية والعسكرية حتى لا يعرض شعبه ودولته الى مواقف قد تضر بالدولة والشعب .

 

عن anbaa

شاهد أيضاً

عشان الصورة تطلع حلوة – بقلم جابر سركيس – عضو اتحاد كتاب مصر

عشان الصورة تطلع حلوة بقلم جابر سركيس عضو اتحاد كتاب مصر محافظ للغربية اسبق يلتقى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *