خفافيش الظلام التي تعمل في صمت بغية الفتنة
أهل الشر”..استغلوا أحداث سيناء لإثارة الفتنة الطائفية
كتب/ اشرف عبوده
الحادث الإرهابى الأسود يشكل تطورا خطيرا فى حرب مصر على الإرهاب التى ينبغى ألا تكون مجرد مواجهة بين أهل الشر والقوات المسلحة والشرطة فقط بل يجب أن يحتشد لها المصريون للدفاع عن هوية الوطن وهيبة الدولة خاصة بعد ان ضرب الإرهاب الأسود أصحاب القلوب البيضاء الذين يعيشون فى سلام على أرض وطنهم.
في الوقت الذي تحاول فيه الدولة متمثلة في جيشنا المصري دحر الإرهاب بسيناء خرجت الأصوات الخبيثة وأهل الشر ليدقوا أبواب الفتنة مثل بعض أقباط المهجر المعلوم معارضتهم للسلطة في مصر ومحاولتهم إشعال الأمور منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، ومن بين تلك الأصوات مجدي خليل، عضو ما يسمى بمنظمة التضامن القبطى، ونجد أيضا مايكل منير عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، من أقباط المهجر.
أما عن المحاولات الداخلية فحدث ولا حرج، فتجد الناشط القبطي مينا ثابت، ورامي كامل مؤسس اتحاد شباب ماسبيرو وعدد من شباب 6 أبريل، وجميع تلك الفئات خرجت لتبرز فكرة ضعف الدولة عن حماية الأقباط وادعاء إهمالهم وتهميشهم.
خفافيش الظلام التي تعمل في صمت بغية الفتنة، ويبرز ذلك في آخر محنة تعرض لها الوطن حينما أجبرت العديد من الأسر القبطية على الهجرة والنزوح إلى محافظة الإسماعيلية بعد تلقيهم تهديدات من العناصر الإرهابية في العريش بالقتل. تحولت الجريمة الإرهابية التى وقعت منذ أيام ضد مدنيين أبرياء فى العريش إلى راية تحد فى وجه التنظيمات الإرهابية بسيناء للتصدى بقوة لمن يحاول إثارة الفتنة الطائفية بين طرفى الأمة.
أكد الدكتور سعيد اللاوندي، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن من دبروا خلافا حول الأقباط في مصر وأوضاعهم يقصدون أن تكون هناك فتنة بحيث يقوم الأقباط بالثورة ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، لافتا إلى أنه إذا حدث هذا ستنجح خطتهم، ولكن الواقع أن الدولة تبسط سلطتها على كل شيء وتمارس دورها بشكل جيد لإنهاء الإرهاب وتحقيق التنمية على حد وصفه وبالتالي فأي عمل إرهابي يكون مقدورا عليه بشكل أو بآخر.
ولفت اللاوندي إلى أن من يتحدث حول عدم قدرة الدولة على حماية الأقباط يحاول الاصطياد في الماء العكر وهي خطة تتعلق بالإخوان ومن معهم مثل بعض عناصر الحركات والتيارات السياسية ويؤيدهم وحاولوا تنفيذها منذ خروج زمام الأمور من أيديهم ليؤكدوا أن مصر عاجزة عن حفظ الأمن والأمان في مصر ويحاولون أن يظهروا ذلك بغية صنع فتنة طائفية مشيرا إلى أن كل هذه العمليات دليل على فشلهم
وقال اللواء محمد الغباشي، الخبير الأمني مساعد رئيس حزب حماة الوطن: إن الدولة تبذل جهودها لمواجهة العناصر الإرهابية في سيناء واصفا ما حدث من إجبار للأسر المسيحية على الهجرة من سيناء بعد تخويفهم من تلك العناصر الإرهابية هو إفلاس ودليل على عجز العناصر الارهابية على الاضرار بالدولة المصرية، لافتا إلى أن قواتنا المسلحة تبذل جهودا في مكافحة الإرهاب، فتبحث تلك العناصر الإرهابية عن طريقة من طرق الفتنة ومحاولة الإضرار بالدولة المصرية من خلال محاولة بث الفرقة والفتنة بين نسيج المصريين بمسلميها وأقباطها عن طريق إجبار الأسر المسيحية للهجرة.
واستنكر الغباشي تصريحات أقباط المهجر ومن يمثلهم مثل مجدي خليل أو غيره من الفئات التي تخرج بتصريحات وتروج لوقائع لا أساس لها من الصحة مثل الادعاء بعدم قدرة الدولة على حماية الأقباط، لافتا إلى أن الشعب المصري بكافة أطيافه يرفض ما يحدث للأقباط في العريش كما يرفض تصريحات أقباط المهجر لأنها تدور حول فكرة بث الفتنة أيضا، مؤكدا أنه يجب على أقباط المهجر أن يترفعوا عن المتاجرة بتلك القضية، حيث إن جموع المسيحيين في مصر لا يقبلون ما يثيره من يعمل مع أقباط المهجر فالأقباط ليس لهم قضية إلا قضية الوطن ولا يتاجرون بأحد وهو ما سبق أن أعلنه من قبل البابا شنودة الراحل والبابا تواضروس الذي قال إن ما يصيب الوطن يصيبنا، لافتا إلى أن من يفتح الحديث حول ذلك الأمر لا يفهم ما يواجهه الوطن من تحديات تتمثل في الإرهاب أو غيره من تحديات التنمية، فكيف يخرج من يزايد على ما يحدث، على حد وصفه.
وفي هذا الشأن، قال الدكتور عادل عامر، الناشط الحقوقي والقانوني: إن الأسلوب الذي يتبعه أقباط المهجر شبه ثابت منذ أيام الرئيس الأسبق حسني مبارك، فهم دائما ما يحاولون الإيهام بأن الدولة غير قادرة على حماية الأقباط ولا تستطيع التعامل معهم وحمايتهم، لافتا إلى أن الدولة المصرية وخاصة سيناء في حالة ووضع استثنائي، وهو وضع مؤقت بالنسبة لأقباط المهجر حيث إنهم يهاجرون بصورة مؤقتة ومن المتوقع عودتهم للعريش مرة أخرى خلال الفترة المقبلة، على حد وصفه.
وأشار عامر إلى أن الوضع في سيناء استثنائي والجميع يتضرر من الإرهاب الذي لا يفرق بين مسلمين وأقباط والشاهد على ذلك عدد القتلى والجرحى حيث وصلت الفاتورة إلى 3000 قتيل وجريح داخل سيناء منذ بداية الأحداث الدموية هناك بسبب دواعش سيناء والعناصر الإرهابية، مؤكدا أنه يرى أن ما يحدث لأقباط مصر إنما يأتي كرد فعل تجاه ضربات الجيش الناجحة للإرهابيين في أوكارهم مثل جبل الحلال.
قال اللواء مجدى الشاهد، الخبير الأمنى فى مكافحة الإرهاب والتطرف، تعليقًا على استهداف المسيحيين: إن استهداف الإرهابيين للأقباط جاءت خطوة ضمن خطوات التطور النوعى للتنظيمات في سيناء، خاصة بعد التضييقات الأمنية والضربات الاستباقية التى حققتها أجهزة الأمن، والتى كبدت التنظيم الكثير من الخسائر.
وأضاف الشاهد، أن وجود مثل هذه التنظيمات فى شمال سيناء، هو نتاج القضاء على جماعة الإخوان وعناصرها المتطرفة، حيث تعد جماعة الإخوان وفكرها أساسا لكل الجماعات المتطرفة التى ظهرت خلال الفترة الأخيرة. ولفت إلى أن تطوير عمليات قتل الأقباط ليصل إلى أبشع صوره وهى الحرق والتمثيل بالجثة، الغرض الأساسى منه هو إحداث فتنة طائفية، للنيل من الشعب المصرى وتوجيه ضربات مباشرة إليه، فى حال نجاح خططهم الشيطانية فى إحداث الفتنة. وأكد الشاهد أن مواجهة هؤلاء والقضاء عليهم لن يتم إلا بالمواجهات الأمنية، وتغير استراتيجية المواجهة من خلال تعديل تشريع قانون العقوبات، وتشديدها لأقصى درجة ممكنة.
إلى ذلك شن علماء الأزهر هجومًا حادًا على ما يعرف بـ”ولاية سينا” الذى استهدف، الأربعاء الماضي، اثنين من الأقباط بالحرق والإعدام بالرصاص، وأكد الداعية مظهر شاهين فى تصريحات صحفية أن ما يقوم به تنظيم «ولاية سينا» من قتل للمدنيين هو جريمة مكتملة الأركان، لأن أقباط مصر كمسلميها بالقانون ولديهم عصمة الدم، ومستأمنون على دمائهم، وأموالهم وقتلهم جريمة شرعية تساوى قتل مسلم بغير حق.
وأشار «شاهين» إلي أن تنظيم «ولاية سيناء» لا بد أن يحاكم بجريمتين أولها قتل مدنيين بدون وجه حق، بالإضافة إلى تشويه الدين، واعتدائهم على شرع الله الذى قال: «ولا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وهذا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ». وأضاف « شاهين» أن العناصر الإرهابية تستخدم الدين فى غير موضعه، وأن الآيات التى يلجأون إليها لتبرير القتل لا تنطبق على أهل مصر، مطالبا بقتال «الدواعش» إذا ما أرادوا احتلال هذا البلد.
فى السياق ذاته نفى عبد الغنى هندي، مقرر لجنة الحوار بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية وجود نصوص فى الإسلام تبرر قتل الأبرياء، مؤكدا أن أى فتاوى أو بحوث أو آيات قرآنية تستند إليها تلك الجماعات الإرهابية لتبرير القتل لا علاقة لها بالدين. وأضاف “هندي” أن ما تقوم به تلك الجماعات مجرد فئات منحرفة عن الدين تمارس إجراما منظما، وليس لها أى علاقة بالدين».
ووصف اللواء أشرف موافى الخبير الأمنى – ما يحدث فى العريش انه محاولة للوقيعة بين الدولة والأقباط وإثارة الفتنة بين المصريين، مشيرا إلى أن الأمور ستهدأ خلال الفترة المقبلة وستعود الأسر إلى منازلها بعد الكشف عن مرتكبى العمليات الإرهابية الذين يندسون بين المدنيين ويتخذونهم دروعا بشريا للتخفى من أعين الشرطة لسهولة تنفيذ أعمال إرهابية. وأضاف – موافى – لقد قضيت فترة من خدمتى فى سيناء وأعلم أن العناصر الإرهابية تتخفى فى جبل الرأس الأحمر وتقوم بتنفيذ عملياتها ثم تعود مرة أخرى إلى جحورها وتستتر فيه من رجال الشرطة. وكشف عن أن ما يحدث من استهداف الإرهاب للأقباط بالعريش يهدف إلى دفع المجتمع الدولى للتدخل فى سيناء وتدويل قضية الإرهاب فى العريش وتحويلها لساحة حرب تشارك فيها تحالفات إقليمية ودولية بحجة تأمين الأقباط فى سيناء. ورفض – الخبير الأمنى – وصف البعض ما يحدث فى العريش بعمليات تهجير أو نزوح لأن هذا لم يحدث وإنما الأسر هى التى غادرت منازلها بمحض إرادتها ولم يكن هناك تدخل أمنى للتأثير عليهم لترك منازلهم، فالدولة تساند متضررى الأحداث الإرهابية وتعمل بصورة عاجلة لإعادة الأمور لطبيعتها.
ويرى د. جمال أسعد – المفكر القبطى والمحلل السياسي- أن العمليات الإرهابية لن تؤثر على نسيج الوطن الواحد وثباته فى مواجهة قوى الشر التى تحاول بث بذور الفتنة بين المصريين لذلك فإن استهداف الأقباط من قبل العناصر الإرهابية ليس أسلوبا جديدا وإنما بدأ منذ سنوات للضغط على النظام السياسى. وأضاف أن استهداف المسيحيين أسلوب إجرامى اتبعه تنظيم داعش الإرهابى عندما قتل المسيحيين فى ليبيا، كما أن تنظيم القاعدة فى العراق اتبعه عندما فجر إحدى كنائس العراق فى 2010 بعد بيان تهديدى له وغيرها من الوقائع التى تثبت أنه من الطبيعى هذه النقلة النوعية لأسلوب الجماعات الإرهابية فى سيناء بأن يتحول إلى استهداف الأقباط لإيجاد حالة من الفتنة فى البلاد.
ويرى صبرة القاسمى – مؤسس الجبهة الوسطية والباحث فى شئون الجماعات الجهادية – أن استهداف الإرهاب فى العريش مدنيين أبرياء بناء على الديانة يعد نقلة نوعية خطيرة ورؤية جديدة فى استراتيجية العناصر الإرهابية بعد أن كان استهدافها رجال الجيش والشرطة أو المتعاونين معهم. وكشف – مؤسس الجبهة الوسطية – أن هذا الاستهداف الجبان يعد جزءا من استهداف الأقباط بصفة عامة لإثارة المجتمع الدولى ضد مصر وإحداث فتنة بين عنصرى الأمة لأنها الورقة الأخيرة التى يلعب بها الإرهاب أمام الدولة بعد تضييق الخناق عليه ونجاح القوات المسلحة والشرطة فى القضاء على البؤر الإرهابية فى الفترة الماضية.
ويعلق اللواء هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ـ قائلا: إن جماعة الإخوان الإرهابية تسعى لاستغلال حادث استهداف عدد من الأقباط بالعريش وانتقالهم إلى الإسماعيلية لتشويه الدولة المصرية والترويج لعدم قدرتها على حمايتهم. وطالب ـ اللواء الحلبى وسائل الإعلام بالتركيز على المجهود الكبير التى تقوم به القوات المسلحة فى مواجهة الإرهاب والتضحيات التى يقدمها الأبطال لحماية المدنيين من الإرهابيين ، بالإضافة إلى الدعم الذى قدمته الدولة للأسر المتضررة من الأحداث الإرهابية بالعريش التى انتقلت إلى الإسماعيلية، مشيرا إلى أن الأقباط يفهمون ألاعيب الإخوان ولن تستطيع الجماعة ضرب الوحدة الوطنية وستفشل محاولاتها.
ويرى اللواء محمد نور – مساعد وزير الداخلية الأسبق – أن الممارسات الإرهابية بالعريش تتسم بطابع مختلف لأنها تهدد الضحايا وتنفذ جرائمها فورا وهو ما يفعله تنظيم داعش الإرهابى، مؤكدا أن الهدف الرئيسى من وراء استهداف وتوجيه الضربات لأقباط العريش هو إثارة الفتنة الطائفية بين فئات المجتمع، شغل الرأى العام والدولى بمشكلات داخلية وتعطيل مسيرة التقدم ومحاولات النهوض بأركان الاقتصاد وعلى رأسهم قطاع السياحة. وأوضح – اللواء نور أن الجريمة الإرهابية بالعريش تأتى كمحاولة للتشويش على إنجازات القوات المسلحة ضد العناصر الإرهابية فى شمال ووسط سيناء والتفوق الأمنى المصرى فى توجيه ضربات قاصمة للتنظيمات الإرهابية وانتقال العمليات الأمنية لمنطقة جبل الحلال بهدف تجفيف منابع الإرهاب.