نقابة المهندسين تحتفل بيوم النيل بحضور سفراء دول حوض النيل وممثلي وزارتي الخارجية
كتب : سيد الفرماوي
احتفلت لجنة أفريقيا بنقابة المهندسين المصرية بيوم النيل، بحضور المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين، والدكتور رجب عبد العظيم نائب وزير الموارد المائية والري، والسفير محمد نايل ممثل وزارة الخارجية، ومحمد حاجى حمـزة سفير تنزانيا وعدد من ممثلي سفراء دول حوض النيل بالقاهرة، والمهندس أحمد الشافعي رئيس نقابة المهندسين الفرعية بالبحيرة ورئيس لجنة أفريقيا.
افتتح الحفل المهندس أحمد هشام مقرر لجنة أفريقيا الذي أشار فيه كلمته إلى أهمية عودة مصر للقارة السمراء والذي تنادي به لجنة أفريقيا في نقابة المهندسين المصرية ومن أجله خاطبت كل النقابات المهنية في مصر بضرورة تشكيل لجنة لأفريقيا والعمل معًا لمزيد من التواصل بين مصر وأشقائها في القارة وخاصة دول حوض النيل.
أكد هشام أن لجنة أفريقيا طلبت من وزارة الخارجية بأن يكون في استقبال أي وفد أفريقي يزور مصر عضوًا من اللجنة لتفعيل دورها الذي أُنشأت من أجله وهو التواصل والتفاعل مع الأشقاء الأفارقة.
وأضاف نحتفل مع وزراء دول حوض النيل المجتمعين في تنزانيا اليوم ومع شعوب حوض النيل تحت شعار “نيلنا المشترك مصدر للطاقة والطعام للجميع”، وتابع – إن لجنة أفريقيا تشكلت كإحدى لجان نقابة المهندسين في أغسطس 2016 بهدف توثيق الروابط بين المهندسين المصريين ومهندسي أفريقيا لتكوين “اتحاد المنظمات الهندسية الأفريقية” ليعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية لتلك البلدان دون استثناء، ويعمل أيضًا على إرساء التعاون المتبادل المبني على الاحترام بين أعضائه بما يعود بالفائدة على المهندسين الأفارقة ومهنة الهندسة في أفريقيا.
وقال: إن التحديات التي تواجه القارة عديدة في كافة المجالات التي لها علاقة بالهندسة ومنها على سبيل المثال مصادر المياه وتنميتها، واستغلال الموارد المائية لتوريد الطاقة والعمل على استغلال الطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة الطاقة الشمسية، وتطوير شبكة الطرق والسكك الحديدية، وتطوير التعليم الهندسي، وتدريب المهندسين بما يضمن رفع مستوى كفاءتهم العلمية والعملية.
كما أشار مقرر اللجنة إلى ضرورة استغلال الثروات المعدنية وأهمية رفع شأن مهنة الهندسة من خلال تنظيم قواعد مزاولتها والنهوض بالمستوى العلمي لتنمية ونهضة أفريقيا، والعمل معًا لتوفير حرية التنقل والعمل للمهندسين الفارقة والشركات والمكاتب الهندسية داخل أفريقيا وإقامة مشروعات مشتركة.
كما تحدث المهندس أحمد الشافعي رئيس اللجنة عن أهمية التعاون بين المنظمات المصرية المختلفة ونظيراتها الأفريقية والذي يؤتي ثماره في كافة المجالات، مشيرًا إلى أن لهذه المنظمات دور هام وفعال لا يقل أهمية عن التعاون والتواصل على المستوى السياسي بين مصر وأشقائها وخاصة دول حوض النيل والذي يربطهم نيل واحد هو شريان الحياة بالنسبة لهم.
وفي كلمته التي ألقاها أكد المهندس طارق النبراوي نقيب المهندسين على أن دور نقابة المهندسين المصرية في التعاون مع أفريقيا دور محوري وأساسي للعمل في نقابة المهندسين وأن ارتباط المهندس المصري والأفريقي ارتباط أزلي لا خروج عليه، وتابع – نسعى منذ فترة لأن نرتبط مرة أخرى بأفريقيا والذي ساهمنا في تحريرها ثم ابتعدنا عنها لفترة طويلة.
وقال النبراوي أننا لا يمكن أن ننسى الدور العظيم لزعماء أفريقيا العظماء مثل جمال عبد الناصر ونكروما ومانديلا في تحريرها وعودتها للعالم كله بقوة، ولن يكون لنا كمصريين نجاح سياسي أو اقتصادي إلا بعودتنا مرة أخرى لقارتنا الأم.
وأشار إلى أن نقابة المهندسين ستسعى لروابط وثيقة بين المهندس المصري والأفريقي من خلال الشركات والمكاتب الهندسية، وأن النقابة مفتوحة للزملاء الأفارقة للتعاون في كافة المجالات الهندسية.
وفي ختام كلمته قال نقيب المهندسين نأمل أن يشهد العام القادم احتفالنا بيوم النيل في ظروف أفضل لبلادنا ومزيدًا من التقدم والنجاح لقارتنا الأم.
من جانبه أكد الدكتور رجب عبد العظيم نائب وزير الموارد المائية والري على أن الوزارة لديها من التعاون مع دول أفريقيا ما يحقق التقدم لقارتنا السمراء، وأن مصر تمتلك من الخبرات على مدار التاريخ في إدارة وتشغيل نهر النيل للاستفادة منه خير استفادة ونسعى كوزارة لنقل هذه الخبرات لأشقائنا في القارة لتعزيز التعاون فيما بيننا وهذا من خلال مركز التدريب الإقليمي لتدريب الكوادر في إدارة المياه.
وأشار رجب أنه قد تم عقد دورات تدريبية لمهندسي الوزارة ومهندسي دول حوض النيل، ومن هذه الدورات دورة إدارة المياه الجوفية والتنبؤ بالفيضانات وأعمال الرصد باستخدام التكنولوجيا الحديثة.
شدد رجب على أن الوزارة قادرة على مراقبة كل نقطة مياه تخرج من السد العالي للانتفاع بها، ونستخدم في هذا نظم تكنولوجية حديثة تستخدمها كل الدول المتقدمة وبالتالي علينا أن نفيد دول حوض النيل في نقل هذه التكنولوجيا إليهم.
وقال: لدينا مشروع قومي بعنوان “تطوير نظم الري” يحقق كفاءة عالية في استخدام المياه وفي نفس الوقت يحقق أعلى إنتاجية للمزارعين، كما أننا نولي أهمية كبيرة للطاقة من المياه وهذا ما دفع الوزارة للاستفادة من الطاقة المتجددة وبدأت تطبيقه بالفعل في ضخ المياه من الترع لأراضي المنتفعين، وأيضًا الاستفادة من الآبار الجوفية وهذا يتم باستخدام الطاقة الشمسة.
واختتم رجب كلمته بأن الوزارة لديها الاستعداد الكامل لتبادل الخبرات فيما بينها وبين أقرانها في دول حوض النيل.
وفي كلمة مقتضبة للسفير محمود نايل ممثل وزارة الخارجية أشار فيها إلى أن هناك تاريخ طويل ومشترك بين مصر ودول حوض النيل القاسم المشترك فيه “نهر النيل”، وأن مصر لن تتوقف عن التواصل مع أشقائها الأفارقة لتحقيق أهداف من شأنها نفع وتقدم القارة.
كما أكد سفير تنزانيا بالقاهرة على أن تاريخ وحياة دول حوض النيل مرتبط بنهر النيل لأنه يمدنا جميعا بالحياة، مشيرًا إلى ضرورة العمل المشترك من أجل مصلحة الشعوب في هذه الدول.
أبدى السفير التنزاني سعادته بجهود الحكومة المصرية من خلال وزارتي الخارجية والري في اهتمامها بعامل التدريب، وطالب بتوسيع هذه الجهود لتشمل مجالات الأعمال، مختتمًا بأن حياتنا كأفارقة مرتبطة ببعضنا البعض لذا فعلى الجميع حماية النيل لأنه حماية لمصالحنا المشتركة.
في نفس السياق أشار القائم بأعمال السفير الأوغندي بالقاهرة أن نهر النيل هو المورد الوحيد الذي لا يحتاج إلى تأشيرة للمرور في بلادنا.
وأكد على أنه لا مناص من الاعتماد على المهندسين في استغلال هذا المورد الاستغلال الأمثل، ومصر تقوم بدور عظيم من خلال تنظيم دورات تدريبية دعت إليها اشقائها في دول حوض النيل وأفريقيا فهي من قامت بمساعدتنا في أوغندا ونقلت إلينا الخبرات في مجال الري لا نحن نؤمن بأن الخبرات المصرية تفيدنا في حل بعض المشاكل التي نمر بها ونحن في حاجة لمزيد من التعاون والمساعدة في إدارة الموارد.
كما أشارا كل من ممثلي سفارات جنوب السودان وكينيا إلى أهمية الحفاظ على نهر النيل كونه أهم ثروة طبيعية تربط بين دول الحوض، وأبديا استعداد بلديهما لدعم أي مبادرة من أجل تطوير موارد النيل لتحسين حياة الأخوة الأفارقة ونقل الخبرات والتكنولوجيا والاستفادة من قدرات الشعب الأفريقي فيما بينهم.
وشدد الدكتور حلمي شعراوي الخبير في الشئون الأفريقية على ضرورة تفعيل دور المجتمع المدني في دول حوض النيل والذي من شأنه دعم العلاقات الخارجية فيما بينها.
وقال: نريد أن يكون بين مصر وباقي دول حوض النيل حضارة مشتركة من خلال الاطلاع على أدبيات الشعوب الأخرى مما يقوي العلاقة بينهم.
أضاف شعراوي أننا أصبحنا نحتفل بنهر النيل مرتين من خلال يوم “وفاء النيل” في مصر في أغسطس من كل عام، وفي شهر فبراير باحتفالنا بـ”يوم النيل” وهما مناسبتان نحتفي بهم شعبيًا لتنمية الدور المجتمعي الأفريقي في دول حوض النيل.
ألقى كل من السفير فوزي عشماوي سفير مصر السابق في موزمبيق وسوازيلاند، والدكتور علاء البابلي ممثل نقابة الزراعيين كلمة أشارا فيها إلى أهمية العنصر البشري وخاصة الشباب للاستفادة من قدراتهم وطاقتهم في نهضة بلادنا الأفريقية وضرورة نقل خبرات الأجيال السابقة لهم خاصة من سبق له التعامل في دول القارة من خلال تنظيم دورات مجمعة لهم لتبادل الأفكار وتنميتها لتنفيذها على أرض الواقع الأمر الذي من شأنه تقدم القارة السمراء.
في نهاية الاحتفال اصطحب المهندس طارق النبراوي وأعضاء لجنة أفريقيا الضيوف الأفارقة لزرع شجرة في باسم كل دولة من دول حوض النيل في حديقة نادي المهندسين بأبو الفدا، وأطلق على هذه الحديقة “حديقة أفريقيا” ثم انتهى اليوم بنزهة نيلية.