أخبار عاجلة
د / محمد طه

جودة الحياة فى المجتمع المصرى آلام الواقع وقلق المستقبل

جودة الحياة فى المجتمع المصرى آلام الواقع وقلق المستقبل

د / محمد طه

بقلم / الدكتور محمد طه

 

يمر المجتمع المصرى اليوم بمرحلة سريعة التغير فى جميع مجالات الحياة وعلى كافة الأصعدة ، تولدت عنها حالة من الإرباك وعدم الاستقرار فى النواحى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ، إلى شعور بالتوصيل من المستقبل بصورة جعلت من الاستمتاع بالحياة امراً صعب المنال لكل فئات وشرائح المجتمع.

ولقد تبين ان مواجهة التحديات وتحقيق مستويات عالية من الجودة كماً وكيفاً تقتضى جودة الأداء الإنسانى ، أى لابد أن يلازمها – وحتى أن يسبقها – بناء الإنسان ، بمعنى جودة الإنسان من داخله والتى تنعكس على إِنتاجيته وأدائه ، أى أن ينجح فى تحويل كل ما لديه من معلومات واتجاهات وقيم ومعتقدات إلى سلوكيات تحقق فعاليته وشعوره بالرضا والتوافق والنجاح فى الحياة فى إطار ما يطلق جودة الحياة . ويحمل مصطلح جودة الحياة جوانب متعددة ومتفاعلة مع بعضها فهو يستخدم احياناً للتعبير عن الرقى فى مستوى الخدمات المادية والاجتماعية التى تقدم لأفراد المجتمع ، كما يستخدم فى أحيان أخرى للتعبير عن إدراك الأفراد لقدرة هذه الخدمات على إشباع حجاتهم المختلفة .

أما قلق المستقبل فهو يشير إلى حالة من التحسس الذاتى وحاجة يدركها الفرد تشغل تفكيره وتؤدى إلى شعوره بالضيق والتوتر والخوف الدائم ، وعدم الارتياح تجاه الموضوعات التى يتوقع حدوثها ، يتملك الفرد فيها الخوف الغامض نحو ما قد يحمله الغد من صعوبات ، والتنبؤ السلبى للأحداث المتوقعه والشعور بالتوتر والضيق عند الاستغراق فى التفكير مما ينتج عنه شعور بعدم الأمان والطمأنينة نحو المستقبل .

ونستطيع أن تقول أن جودة الحياة تتضمن الاستمتاع بالظروف المادية فى البيئة الخارجية والإحساس بحسن الحال وإشباع الحاجات والرضا عن الحياة وإحساس الإنسان بمعنى السعادة وصولاً إلى العيش بحياة متناغمة تتوافق مع جوهر الإنسان .

وفى جودة الحياة يستطيع الفرد أن يحقق طموحاته واهتماماته والتغلب على مشكلات الحياة . وإذا استطاع الفرد أن يتغلب على الصعوبات والمشكلات الحالية فإنه لن يشعر بالخوف أو القلق وتقل مخاوفه مما قد يحمله له المستقبل ، بمعنى آخر فإن قلق المستقبل سيكون بسيطاً لدى الفرد الذى يتمتع بجودة الحياة وعلى العكس من ذلك إذا كان مستوى جودة الحياة ضعيفاً سيزيد التوتر والضغط والخوف من المستقبل وبالتالى سيكون قلق المستقبل لدى هذا الفرد مرتفعاً، وتتأثر جودة الحياة بشكل كبير بالصحة البدنية والحالة النفسية والاقتصادية والاجتماعية والعلاقة بالمستقبل ويبحث الإنسان فى سعيه لتحقيق العلاقة فى أن يكون هناك معنى لوجوده ومعنى لحياته التى يعيشها ، ولكن كلما زاد الخوف من المستقبل قلت قدرة الفرد على إشباع حاجاته وتحقيق جودة حياته . فقلق المستقبل قد يؤدى إلى العديد من التأثيرات النفسية على الفرد ……… ولكن ما أهم جوانب العلاقة بين جودة الحياة وقلق المستقبل ، وهل يمكن أن تكون جودة الحياة منبأة لقلق المستقبل أو بمعنى آخر هل يؤثر قلق المستقبل على تحقيق جودة الحياة هذا وسنحاول مناقشته فى المقالات القادمة .      يتبع…..

عن anbaa

شاهد أيضاً

خبر عاجل بقلم /  رءوف مصطفى

خبر عاجل بقلم /  رءوف مصطفى   تم فتح جميع الحدود بين الدول العربية وأصبحت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *